نشأة برشلونة (1899-1922) :
مقال تفصيلي :تاريخ نادي برشلونة
في 22 أكتوبر من عام 1899، وضع خوان غامبر إعلانا في لوس ديبورتيس
معلنا رغبته في تكوين نادي كرة قدم؛ فاستجاب عدد من اللاعبين القدامى إلى
إعلانه، وعقدوا اجتماعًا في جيمناسيو سولي في 29 نوفمبر من نفس العام،
بحضور أحد عشر لاعب هم: والتر وايلد (أول مدير للنادي)، لويس دوسو، بارتيمو
تيراداس، أوتو كونزل، أوتو ماير، إنريك دوكال، بير كابوت، كارليس بجول،
جوزيب لوبيت، جون بارسونز وويليام بارسونز، الذين وضعوا حجر الأساس للنادي،
وهكذا ولد نادي برشلونة لكرة القدم.
كانت بداية برشلونة ناجحة في الكؤوس المحلية والوطنية، إذ شارك في بطولة كاتالونيا وكأس ملك إسبانيا. في عام 1902، فاز النادي بأول ألقابه، وهو كأس ماكايا، وشارك في أولى دورات كأس ملك إسبانيا، وخسر بنتيجة 1-2 أمام نادي بزكايا في المباراة النهائية.
تولّى غامبر رئيس النادي في عام 1908، وكان النادي آنذاك واقعًا في ضائقة
مالية بعد أن فشل في تحقيق أي بطولة جديدة منذ أن فاز ببطولة كاتالونيا عام
1905، وقد تولى غامبر رئاسة النادي في خمس مناسبات منفصلة بين عاميّ 1908 و
1925، وكان أهم إنجاز حققه هو تأمين ملعب خاص بالنادي، الأمر الذي جعله
يحقق دخلاً مستقرًا لأول مرة في تاريخه.
يوم 14 مارس 1909، انتقل الفريق إلى ملعب كامب ديل لا إندوستريا، وهو ملعب كبير يتسع لثمانية آلاف شخص. خلال الفترة الممتدة من عام 1910 إلى عام 1914 شارك برشلونة في بطولة كأس برانس، التي كانت تضم أفضل فرق مقاطعات لانغيدوك، ميدي، أكيتين (جنوب فرنسا)، بلاد الباسك، وكاتالونيا، وكانت تلك البطولة تعتبر آنذاك أفضل المسابقات المفتوحة. خلال الفترة نفسها، غير النادي لغته الرسمية من القشتالية إلى الكتالانية
وأخذت شعبيته تتزايد تدريجيًا إلى أن استحال رمزًا مهماً في الهوية
الكاتالونية، ويتضح ذلك جليًا من خلال الأنصار، إذ أن كثيرًا منهم، أقدموا
على تشجيع النادي كونه كان ناديًا كتالونيًا يمثلهم ويمثل قوميتهم، ولم يكن
تشجيعهم له بسبب طريقة اللعب المميزة على الإطلاق.
من إنجازات غامبر أيضًا زيادته لعدد أعضاء النادي، الأمر الذي كان له
عدّة آثار إيجابية، فقد أطلق حملة لتعيين المزيد من الأعضاء، وبحلول عام
1922 تمكن النادي من اجتذاب أكثر من 20,000 عضوًا، فأصبح بإمكانه شراء ملعب
جديد، وسرعان ما تم ذلك، إذ تمّ شراء ملعب ليس كورتس، الذي افتتح في العام نفسه، ونُقل المقر الرئيسي إليه، وكان ملعب ليس كورتس يتسع لاثنين وعشرين ألف متفرج، وقد تم توسيعه فيما بعد حتى وصلت قدرته الاستيعابية إلى 60,000 متفرج. عُين جاك غرينويل
خلفًا لخوان غامبر، فكان أول مدرب يعمل بدوام كامل، وبدأت حظوظ النادي
تتحسن على أرض الملعب. خلال حقبة غامبر، فاز برشلونة بأحد عشر لقب في بطولة دوري كاتالونيا، وستة في بطولة كأس ملك إسبانيا، وأربعة في بطولة كأس برانس، فاعتبرت تلك المرحلة بمثابة "العصر الذهبي" للنادي.
الخروج من عنق الزجاجة :
كأس الدوري الإسباني، كان نادي برشلونة أول من حمله عام 1929. |
يرجع الفضل إلى بعض لاعبي برشلونة أمثال جوسيب ساميتيير وساغيباربا وفرانز بلاتكو وزامورا وغيرهم، في تحقيق النجاح والتميز في الأداء لهذا الفريق، إذ استطاعوا الفوز بأول بطولة دوري أسباني، وكان ذلك عام 1929، وفي هذه الفترة تم بناء ملعب لا كورتس الذي كان يتسع لثلاثين ألف متفرج ووسع فيما بعد لتصل طاقته الاستيعابية إلى 60 ألف متفرج. في أواخر عقد الأربعينيات من القرن العشرين بدأ النادي يتعافى من مشاكله التي كادت أن تؤدي لحله، واستطاع الفوز ببطولة الدوري الإسباني لأول مرة منذ 15 عامًا، وذلك بفضل لاعبين أمثال سيزار الفاريز وماريانو مارتن وفيلساكو.
وفي ذلك الوقت كانت الأوضاع السياسية في البلاد تتجه إلى الهدوء بعد
انهيار النظم الفاشية بما فيها نظام فرانكو في إسبانيا، فأدى ذلك إلى تحسن
مستوى لعب النادي وازداد عدد الأعضاء مما جعل مشاكل النادي المادية تتلاشى
شيئاً فشيئاً، كما وقّع اللاعب كوبالا
عقدا مع النادي. كان قدوم كوبالا فألاً حسنًا على النادي، فقد استطاع
الفريق الفوز بكل بطولة لعبها تقريباً في السنوات الأولى من قدومه (بطولة
الدوري مرتين والكأس 3 مرات). شهدت الفترة الممتدة من عام 1928 حتى عام
1958 والبالغة 30 عاما فوز النادي في خمسة عشر لقب محلي: 6 ألقاب دوري أسباني، 5 ألقاب كأس إسبانيا، وظفر الفريق في أربع مناسبات ببطولة كأس إيفا دوارتي، التي كانت تجمع بطل الدوري مع بطل الكأس على غرار بطولة كأس السوبر الأسباني حاليًا، في كل من أعوام 1945 و 1949 و 1952 و 1953، إضافة إلى بطولة الكأس اللاتيني عاميّ 1949 و 1952، وحقق بطولة كأس العالم المصغرة للأندية عام 1957، ومن الجدير بالذكر أنه أثناء هذه الحقبة الزمنية توقفت المسابقات المحلية أعوام 1937 و 1938 و 1939 نتيجة الحرب الأهلية الإسبانية. في عام 1953 اتفق النادي الكاتلوني مع اللاعب الأرجنتيني ألفريدو دي ستيفانو للانضمام إلى التشكيلة، لكن ونظرًا لحالة التضيق على الأقليات التي فرضها نظام فرانشيسكو فرانكو، فقد غُيرت قوانين الاتحاد الإسباني لإفشال تلك الصفقه واجتذاب دي ستيفانو إلى صفوف ريال مدريد وهو ما تم فعلا. رغم النجاحات التي تحققت خلال هذه الفترة الممتده من عام 1928 إلى عام 1958 واعتبارها احدى الفترات الذهبية كرويًا في تاريخ النادي، إلا أنها كانت فترة حرجة وحساسة جدًا في ذات الوقت، فقد كاد التضيق الذي مارسه نظام فرانسيسكو فرانكو على النادي أن يوقف مسيرته، لكن النادي الكاتلوني استطاع الحفاظ على كيانة الرياضي، والخروج سليمًا من تلك المرحلة الصعبة.
فترة السبات :
ملعب النادي، الكامب نو، شيد بدعم مالي من انصار النادي في عام 1957. |
في عام 1957
تم افتتاح ملعب النادي الجديد حامل اسم "الكامب نو"، والذي يعتبر من أكبر
ملاعب كرة القدم في العالم، إذ يتسع لأكثر من 90 ألف متفرج.
لم يُشكل افتتاح ملعب كامب نو فالاً حسنًا للفريق الكاتلوني، فقد شهدت
الفترة الممتده من عام 1958 وحتى عام 1978 غياب النادي عن منصات التتويج
المحلية إلا ما ندر، بالرغم من امتلاكه للاعبين مميزين أمثال لويس سواريز ميرامونتيس
وغيره، وبالرغم من وضعه المالي المريح، إذ لم يحصل النادي طيلة تلك الفترة
البالغة 20 عامًا إلا على 5 بطولات كأس إسبانيا رغم هيمنته على تلك
البطولة سابقًا إضافة إلى لقب الدوري الإسباني 3 مرات فقط. هذا السبات
المحلي رافقته نتائج جيدة إلى حد ما على المستوى الأوروبي، إذ حقق الفريق
لقب كأس الاتحاد الأوروبي بمسماه القديم، أي "كأس المعارض الأوروبية"، في أول نسختين على التوالي في عاميّ 1958 و 1960، ووصل إلى النهائي الثالث بذات البطولة لكنة خسر من مواطنة نادي فالنسيا قبل أن يحققها للمرة الثالثه في تاريخه عام 1966، كما وصل إلى المباراة النهائية في دوري أبطال أوروبا بمسماها القديم: "كأس الأندية الأوروبية البطلة"، في نسختها السادسة عام 1961، حيث خسر المباراة النهائية لصالح نادي بنفيكا البرتغالي بنتيجة 3-2، وإلى المباراة النهائية لبطولة كأس الاتحاد الأوروبي للأندية أبطال الكؤوس عام 1969 وخسر المباراة النهائية أمام نادي سلوفان براتيسلافا التشيكي بنتيجة 2-3.
في عام 1973، وقع اللاعب الهولندي يوهان كرويف عقداً مع النادي الإسباني،
وسرعان ما استحال محبوب الجماهير بفضل أسلوب لعبه المثير والسريع والذكي،
حتى أن قيمة عقده التي بلغت حوالي 922 ألف جنيه إسترليني (الأعلى في ذلك
الوقت) لم تساوي شيئا في أعين مسؤولي النادي ومشجعيه وخاصة بعد الانتصار
على ريال مدريد في معقله بخمسة أهداف دون مقابل والظفر بلقب الدوري الإسباني
ذاك العام، فابتهجت جماهير النادي ابتهاجًا عظيمًا لا سيما وأن ذلك اللقب
بقي غائب عن خزائن النادي مدة 14 عام، وكنتيجة لهذا وصل عدد الأعضاء
المنتمين إلى النادي إلى 70 ألف عضو في العام التالي. رغم تألق برشلونة في
عام 1973 وفوزة على ريال مدريد في سنتياجو برنابيو بنتيجة 5-0 بنفس العام
إلا أن الوصول لمنصات التتويج غاب عنه الفريق مدة 5 أعوام وتحديدًا حتى سنة
1978 عندما فاز مجددًا بلقب كأس إسبانيا.
بهذا يكون الفريق قد حصد خلال الفترة الممتدة 20 عامًا: 8 ألقاب محلية و 3
ألقاب أوروبية. وبالرغم من شح الألقاب في تلك الفترة إلا أن القبول
الاجتماعي للنادي في كاتلونيا بدأ يزداد كما ازداد المردود المادي له.
نونيز وسنوات الاستقرار (1978-2000) :
كأس أوروبا، فاز بها برشلونة في عام 1992. |
وصل خوسيه لويس نونيز لسدة رئاسة النادي الكاتلوني في عام 1978، بعد انتخابة من قبل الأعضاء، خلال فترة تزامنت مع انتقال إسبانيا إلى طور الحكم الديمقراطي عام 1974، بعد نهاية العهد الديكتاتوري لفرانسيسكو فرانكو.
كان هدف نونييز الرئيسي هو تطوير برشلونة إلى ناد عالمي المستوى، وذلك عبر
منحه الاستقرار داخل وخارج الملعب. افتتح نونيز في بداية عهده كليّة "لا ماسيا"، وهي أكاديمية برشلونة للشباب، وذلك يوم 20 أكتوبر عام 1979.
امتدت فترة رئاسة نونيز 22 عامًا، وأثرت تأثيرًا عميقا في صورة برشلونة،
فأصبحت سياسات النادي فيما يتعلق بالأجور والانضباط أكثر صرامة، ويتجلّى
ذلك بوضوح عندما ترك نونيز لاعبين أمثال دييجو مارادونا، وروماريو، ورونالدو يفلتون من يده، بدلاً من أن يُدخلهم ضمن التشكيلة مقابل ما طلبوه من أجرة.
فاز النادي بأول لقب في بطولة كأس الاتحاد الأوروبي للأندية أبطال الكؤوس في 16 مايو 1979، بفوزه على فورتونا دوسيلدورف 4-3 في بازل في النهائي الذي شاهده أكثر من 30.000 من مشجعي البلوغرانا المسافرين، وكان هذا أول لقب أوروبي يحققه الفريق بعهد نونيز. وبعد ثلاثة أعوام ظفر الفريق مجددًا بكأس الاتحاد الأوروبي للأندية أبطال الكؤوس أمام نادي ستاندارد لييج البلجيكي في ملعب كامب نو أمام 110 ألف مشجع من أنصار النادي. في يونيو 1982 تم شراء مارادونا بمبلغ قياسي عالمي آنذاك بلغ 5 ملايين جنيه استرليني، من فريق بوكا جونيورز. في الموسم التالي، وتحت قيادة المدرب مينوتي، فاز برشلونة بكأس إسبانيا، بعد أن هزم ريال مدريد في المبارة النهائية. كانت فترة مارادونا في برشلونة قصيرة جداً؛ وسرعان ما انتقل لنابولي. في بداية موسم 1984-1985 عُين تيري فينابلز كمدرب، وفاز بالدوري الإسباني في عرض ملحوظ من جانب لاعب الوسط الألماني بيرند شوستر. في الموسم التالي قاد فينابلز الفريق إلى ثاني نهائي كأس أوروبا، إلا أنة خسر بركلات الترجيح أمام ستيوا بوخارست خلال الأمسية الكبيرة في مدينة إشبيلية.
يوهان كرويف فاز أربع مرات متتالية بالدوري الأسباني كمدرب لبرشلونة. |
بعد بطولة كأس العالم لعام 1986، تم التعاقد مع الهداف الإنجليزي غاري لينيكر بالإضافة إلى حارس المرمى أندوني زوبيزاريتا، لكن الفريق لم يستطع أن يحقق أي نجاح خلال هذه الفترة، فتمت إقالة فينابلز في بداية موسم 1987-1988 واستبدل بلويس أراغونيس.
ثار اللاعبين ضد الرئيس نونيز في حدث أصبح يعرف باسم "ثورة هيسبيريا"، لكن
ذلك الحدث لم يؤثر على أداء اللاعبين واستطاع الفريق الفوز ببطولة كأس إسبانيا على حساب ريال سوسييداد في المباراة النهائية بنهاية موسم 87-88.
في بداية موسم 88-89، عاد يوهان كرويف إلى النادي كمدرب وشكل ما يسمى بفريق الأحلام، فجعله مكونًا من مزيج من اللاعبين الإسبان مثل جوسيب غوارديولا، خوسيه ماري باكيرو، وتكسيكي بيغريستين، والنجوم العالميين الذين تعاقد النادي معهم مثل رونالد كومان، مايكل لاودروب، روماريو، وخريستو ستويتشكوف. في ظل قيادته، فاز برشلونة بالدوري الإسباني أربع مرات متتالية من عام 1991 إلى عام 1994. تغلب النادي على سامبدوريا في نهائي كأس الاتحاد الأوروبي للأندية أبطال الكؤوس سنة 1989 وكأس أوروبا لعام 1992 على ويمبلي. وفاز أيضًا بكأس ملك إسبانيا في عام 1990، وكأس السوبر الأوروبي في عام 1992، وبثلاثة بطولات كأس السوبر الإسباني. لتبلغ حصيلة النادي بقيادتة 11 بطولة، وليصبح كرويف أحد أنجح المدربين في تاريخ النادي. وأصبح أيضا أطول من درب النادي على التوالي، لمدة 8 سنوات. تغير حظ كرويف في أخر موسمين له مع الفريق، عندما فشل في الفوز بأي لقب، وأدّى خلافه مع الرئيس نونيز إلى رحيله عن النادي.
بعد فترة قصيرة من رحيل كرويف، حل بوبي روبسون بدلاً منه، الذي تولى مسؤولية النادي لموسم واحد في 1996-1997، وقد قام بضم رونالدو من آيندهوفن وفاز بثلاثة كؤوس: كأس ملك إسبانيا، كأس أبطال الكؤوس، وكأس السوبر الإسباني. على الرغم من نجاحه، فإن تعيين روبسون كان بمثابة حل قصير الأمد ريثما يُصبح بالإمكان تعيين لويس فان غال. كما كان حال مارادونا، استمر رونالدو مع النادي لفترة قصيرة فقط، قبل أن يغادر إلى إنترناسيونالي ميلانو. ومع ذلك، ظهر أبطال جدد مثل لويس فيغو، باتريك كلايفرت، لويس انريكه والبرازيلي ريفالدو واستطاع الفريق أن يحقق الثنائية: الدوري الإسباني والكأس في عام 1998. في عام 1999 احتفل النادي 'بالذكرى المئوية'، بالظفر بلقب الدوري الإسباني. أصبح ريفالدو رابع لاعب من برشلونة يحصل على جائزة أفضل لاعب أوروبي. رغم هذا النجاح المحلي، إلا أن الإخفاق في منافسة ريال مدريد في دوري ابطال أوروبا أدت إلى استقالة فان جال ونونيز في عام 2000.
سنين الضياع والاضطراب :
في عام 2000 تم انتخاب خوان جاسبارت خلفا لخوسيه لويس نونيز، وكان النادي آنذاك قد استحال في وضع يُرثى له، وخاصة بعد انتقال النجم البرتغالي لويس فيغو
إلى ريال مدريد الغريم التقليدي لنادي برشلونة في اليوم التالي
للانتخابات. بالرغم من إخفاق الإدارة الجديدة السريع فإنها زادت الطين بلة
بسياساتها غير الحكيمة، فقد تسببت مصروفات خوان جاسبارت
بمشاكل مادية ضخمة، إذ تم جلب العديد من المدربين ومع كل مدرب مجموعة من
اللاعبين فتجمع للنادي لاعبين موهوبين مميزين خلال فترة 3 سنوات لكن قليلاً
منهم أتيحت له الفرصة للعب مع الفريق وبقي معه. غياب الفريق عن أي لقب
محلي أو أوروبي والأداء السيء للاعبي الفريق وارتفاع ديون النادي لتصل
لحوالي 150 مليون يورو، أدت كلها إلى ضغوط اجتماعية غير محتملة على إدارة
النادي الأمر الذي أجبرها على الاستقالة. رغم امتلاك برشلونة في تلك
السنوات القاحلة على صعيد الألقاب لاعبين مميزين أمثال ريفالدو ومارك أوفرمارس الذي كان حينها الصفقة الأغلى بتاريخ النادي، وباتريك كلايفرت
وآخرون، إلا أن التخبط الأداري وما رافقه من تخبط في نتائج وأداء الفريق
عزز الخلافات والعداوات الشخصية من قبل بعض المدربين، وخصوصا الهولندي لويس فان غال الذي عاد مجددًا لتدريب برشلونة، تجاه ريفالدو الذي توج من قبل بجائزة الكرة الذهبية ولاعبين آخرين.
فترة ذهبية جديدة
رونالدينيو، أعادت إدارة التسويق في النادي تعريف استراتيجياتها حوله. |
قامت انتخابات في النادي فاز على إثرها خوان لابورتا، وما أن تولّى الرئاسة حتى جلب النجم البرازيلي رونالدينيو من نادي باريس سانت جيرمان الفرنسي، بعد تنافس مع نادي مانشستر يونايتد الإنجليزي للحصول على النجم البرازيلي، بصفقة بلغت قيمتها 30 مليون يورو. وتم التعاقد مع مدرب المنتخب الهولندي -سابقًا- فرانك ريكارد
كمدرب للنادي وأدى ذلك لتحسين أداء النادي بشكل ملحوظ، كما وُضعت خطط
اقتصادية للنهوض به، وتم بيع أغلب لاعبيه. في موسم 2003-2004 حل الفريق في
المركز الثاني بعد أن قضى نصف مدة الموسم في قعر ترتيب الدوري العام، وفي
الموسم التالي ومع استقدام كل من المهاجم الكميروني صامويل إيتو والبرتغالي ديكو ومع التألق غير العادي للنجم البرازيلي رونالدينيو، تصدر البارسا الدوري الإسباني
من بداياتة ونال لقب البطولة عن جدارة، ليرفع النادي عدد مرات حصولة علية
لسبع عشرة مرة. وليعتلي مجددًا منصات التتويج بعد غياب دام ستة سنوات بلا
ألقاب. حصل الفريق بعد ذلك على كأس الدوري الإسباني
مرة أخرى في موسم 2005-2006 للمرة الثامنة عشرة في تاريخه والثانية في عهد
المدرب فرانك رايكارد، وفي ذات الموسم حقق برشلونة لقب طال انتظاره، وهو
كأس دوري أبطال أوروبا للمرة الثانية في تاريخه. في أوائل موسم 2006-2007 فشل الفريق في تحقيق بطولة كأس السوبر الأوروبي، إذ خسر المباراة النهائية أمام مواطنه نادي إشبيلية، لكنه عوض ذلك الاخفاق بعدها بأيام عندما حقق لقب كأس السوبر الإسباني للمرة السابعة بتاريخه والثانية على التوالي بعهد فرانك رايكارد. في أوآخر عام 2006 شارك النادي في بطولة كأس العالم لأندية كرة القدم، وأخفق بتحقيق البطولة عندما خسر في المباراة النهائية أمام نادي إنترناسيونال البرازيلي بهدف، كما فشل الفريق خلال موسم 2006-2007 في الحفاظ على لقبه الأوروبي فخرج أمام نادي ليفربول في الدور ثمن النهائي من البطولة وفشل الفريق كذلك في الاحتفاظ بلقب الدوري الإسباني
للمرة الثالثة على التوالي بعد أن تعادل مع فريق ريال مدريد بعدد النقاط
لكن نادي الريال توج بالبطولة لتفوقة على برشلونة في المواجهات المباشرة.
في موسم 2007-2008 تراجعت نتائج الفريق كثيرًا، فخرج أمام نادي فالنسيا في بطولة كأس إسبانيا في الدور نصف النهائي، وخرج كذلك من بطولة دوري أبطال أوروبا أمام نادي مانشستر يونايتد الإنجليزي بالدور نصف النهائي، وكانت نتائج الفريق في الدوري الإسباني كارثية، وتعالت الاصوات بضرورة إقالة فرانك ريكارد من تدريب الفريق نظرًا لنتائج الفريق المخيبة في موسم 2007-2008، وهو ما حدث فعلاً في صيف العام 2008 وتم تعين لاعب النادي الاسبق جوسيب غوارديولا خلفًا له وبيع في صيف ذات العام رونالدينيو إلى نادي إيه سي ميلان ليسدل الستار عن فترة كان عنوانها الأبرز رايكارد ورونالدينيو، ولتبدأ فترة أكثر إشراقًا بقيادة المدرب جوسيب غوارديولا. إداريًا شهدت ذات الفترة صيف العام 2008 حملة لحجب الثقة قادها كل من ساندرو روسيل وأريول جيرالت، تجاة رئيس النادي خوان لابورتا،
ورغم صعوبة وضع لابورتا وشراسة الحملة التي شنها روسيل علية، إلا أن
لابورتا خرج منتصراً ليكمل فترة رئاسته بالكامل وليستمر عامين أخرين كرئيس
للنادي الكاتلوني.
عصر غوارديولا 2008-الحاضر :
2009-عام استثنائي
السداسية، التي فاز بها برشلونة في عام 2009. |
مع تبوأ جوسيب غوارديولا
دفة الإدارة الفنية لبرشلونة تغيرت أمور كثيره في الفريق سواء بانضباط
اللاعبين أو بأدائهم داخل الملعب. خلال عامة الأول مع برشلونة حقق
غوارديولا ما لم يحققه أي مدرب في العالم، ففي تاريخ 2 مايو عام 2009، خاض
برشلونة مبارة الكلاسيكو مع غريمه التقليدي ريال مدريد في معقل الأخير، ألا
وهو ملعب سانتياغو برنابيو،
وحقق برشلونة حينها انتصارًا مدويًا، ففاز بنتيجة 6-2. ضمنت تلك النتيجة
إلى حد كبير فوز برشلونة بلقب الليغا، وبعدها بأسبوعين التقى برشلونة مع
أتلتيك بلباو في نهائي كأس إسبانيا، وحقق برشلونة اللقب الذي كان غائب عن
خزائنه مدة 13 عامًا، وفي أواخر ذات الشهر حقق برشلونة لقب دوري أبطال أوروبا على حساب نادي مانشستر يونايتد الإنجليزي، وليكون ذلك اللقب الثالث للنادي بتلك البطولة.
في شهر أغسطس من ذات العام ظفر برشلونة ببطولتي السوبر الأسباني على حساب
أتلتيك بلباو للمرة الثامنة بتاريخه وبطولة السوبر الأوروبي على حساب نادي
شختار الأوكراني، وفي أواخر العام ذاته شارك النادي كممثل لقارة أوروبا في بطولة كأس العالم لأندية كرة القدم محققًا لقبها لأول مرة في تاريخه بعد انتصاره في المباراة النهائية على نادي إستوديانتيس دو لا بلاتا
الأرجنتيني في نهائي مثير امتد لشوطين اضافيين، ليسدل الفريق الستار عن
ذلك العام الاستثنائي بأنجاز غير مسبوق، بلغ 6 ألقاب بعام واحد. من أهم النجوم خلال ذلك العام: ليونيل ميسي، بيدرو، تشافي هيرنانديز، أندريس إنيستا، كارليس بويول، جيرارد بيكي، صامويل إيتو، تييري هنري، دانييل ألفيز، سيرجيو بوسكيتس، إريك أبيدال، يايا توريه، رافاييل ماركيز، وفكتور فالدز.
استمرار مسيرة التألق والابداع
رغم أن الغلة خلال عام 2010 لم تكن كسابقتها إلا أن الإبداع والأداء
الراقي ظل مستمرًا. أبرز ما حدث في ذلك العام من انجازات كان الظفر ببطولة
الليغا للمرة العشرين بتاريخ النادي، وكأس السوبر الإسباني للمرة التاسعة،
وخروج برشلونة من دوري أبطال أوروبا أمام إنتر ميلان الإيطالي من الدور نصف النهائي، وخرج كذلك مبكرًا من كأس الملك أمام نادي إشبيلية، والملفت أن إشبيلية حقق كأس إسبانيا فيما بعد مثلما فاز الإنتر بلقب دوري أبطال أوروبا. أما على صعيد الانتقالات، فقد غادر خلال صيف ذلك العام الفرنسي تيري هنري، وسبقه في الرحيل الكميروني صامويل ايتو في صفقة مبادلة مع نادي الانتر الإيطالي أتى بموجبها اللاعب السويدي إبراهيموفيتش في صفقة تعد الأكبر بتاريخ النادي. لم يمكث ابراهيموفيتش سوى عام واحد وتمت إعارتة لنادي ميلان الإيطالي، وضُم المهاجم الإسباني دافيد فيا من نادي فالنسيا خلال صيف عام 2010. إداريًا فقد جرت انتخابات رئاسة للنادي، وصل على أثرها ساندرو روسيل لرئاسة النادي خلفًا للمحامي خوان لابورتا. في افتتاحية موسم 2010-2011 حقق النادي لقب كأس السوبر الإسباني
للمرة التاسعة في تاريخه، وشهد ذات الموسم صراع محتدم بين برشلونة وغريمه
ريال مدريد، ولم يقتصر هذا الصراع على بطولة الليغا، التي حافظ عليها
الفريق للمرة الثالثة على التوالي والحادية والعشرين في تاريخ النادي، إذ
امتد الصراع ليشمل بطولتي كأس الملك ودوري أبطال أوروبا. وصل برشلونة المباراة النهائية ببطولة كأس إسبانيا ليلتقي الريال الذي استطاع خطف هدف الفوز بالوقت الإضافي الأول، وبعد تلك المباراة بأقل من أسبوع إلتقى برشلونة مجددًا مع ريال مدريد في الدور نصف النهائي لبطولة دوري أبطال أوروبا واستطاع برشلونة الاطاحة بريال مدريد والوصول للمباراة النهائية بتلك البطولة، والتي جمعت برشلونة مع نادي مانشستر يونايتد الإنجليزي، على ملعب ويمبلي في العاصمة البريطانية لندن،
انتصر على إثرها فريق المدرب بيب غوارديولا بنتيجة 3-1 بعد أداء خيالي
لنجوم الفريق في المباراة النهائية، محققين اللقب الرابع للكتلان بتلك
البطولة، ومحققين أيضًا رقم قياسي في عدد مرات الوصول لمبارة نهائية في إطار بطولات الأندية الأوروبية. لم تتوقف انجازات النادي خلال عام 2011 عند ذلك، ففي مستهل الموسم الكروي 2011- 2012 وتحديدًا في منتصف شهر أغسطس، فاز النادي بكأس السوبر الإسباني عندما تفوق على غريمة التقليدي فريق ريال مدريد، ولم يمضي أسبوع بعد تحقيق لقب تلك البطولة حتى حقق النادي كأس السوبر الأوروبي على حساب نادي بورتو البرتغالي، لتزداد غلة النادي من الألقاب ويصبح جوسيب غوارديولا أنجح مدرب في تاريخ النادي من حيث عدد الألقاب، وفي أواخر عام 2011 شارك النادي ببطولة كأس العالم للأندية في اليابان وتمكن من الظفر بلقب تلك البطولة بعد تفوقة في المباراة النهائية على فريق سانتوس البرازيلي بنتيجة 4-0 محققًا اللقب للمرة الثانية في تاريخة.